متحف دار الجلولي
تعج المدينة العتيقة بصفاقس بالعديد من المعالم التي بقيت صامدة طيلة قرون من الزمن، و لكن ليست للمنازل قيمة معمارية مميزة باعتبار تحول العديد منها إلى مصانع إلى جانب قلة الصيانة، باستثناء بعض المنازل مثل دار الهنتاتي، دار الكراي، دار بودبوس، دار السماوي… إلا أن أجملها و أوسعها إطلاقا داخل السور و أكثرها قيمة معمارية و تاريخية هي دار الجلولي.
بنيت دار الجلولي في القرن 17م، و لم تطرأ عليها تغييرات هامة منذ ذلك الوقت. و بنيت في حومة الرقة وهي منطقة شهدت علي مدى العصور نشاطا علميا و اقتصاديا كبيرا حيث أن أبا الحسن اللخمي و سيدي علي النورياختارا أن يقيما في تلك المنطقة .
كانت دار الجلولي مقرا لعديد العمال الذين توالوا على حكم مدينة صفاقس و عدد كبير منهم من آل الجلولي، حيث تولت هذه العائلة أندلسية الأصل السلطة بالمدينة على امتداد قرون.
و تشتمل على صحن فسيح له رواق في إحدى جهاته فقط، و هذا الرواق و كامل جدران الصحن و كذلك الأقواس من حجارة الكذال المستوردة من قابس و منحوتة في صفاقس. أما اجليز الجدران فهو من تونس العاصمة.
بيد أن أسرة الجلولي تعرضت إلى ضائقة مالية بسبب الديون المتخلدة بذمتها لفائدة بعض يهود الجهة، لذلك اضطرت إلى بيع أجزاء من الدار خاصة إلى عائلة النوري سنة1934م.
بعد الاستقلال بقليل تم تحويلها إلى متحف للفنون و التقاليد الشعبية و قد دامت إجراءات الانتزاع القانوني سنين طويلة و لم يحصل نهائيا إلا في السبعينيات.
و يوجد في المتحف معروضات للملابس التقليدية و نماذج من بعض الأدوات المنزلية و الفلاحية القديمة و أشياء أخرى كثيرة.